الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الذكرى الثمانون لرحيل المفكّر المصلح الطاهر الحداد

نشر في  07 ديسمبر 2015  (15:38)

ثمانون سنة مرّت على رحيل الطاهر الحداد وبقي فكره حاضرا بيننا. فهو بلا شك رائد الفكر الإصلاحي التونسي في ثلاثينات القرن الماضي وواضع الأسس النظرية للقراءة الحديثة للمدوّنة الإسلامية بما فيها الشريعة. فقد دعى صراحة إلى تكييف التشريعات مع تغيّر الزمن والسياق التاريخي. 

وبعد مرور ثلاثة عقود عن وفاته ، وضع الزعيم بورقيبة الإصلاح الذي طالما حلم به الحداد حيث أصدر مجلة الأحوال الشخصية التي منعت تعدد الزوجات وأقرت الزواج المدني.

ويعتبر كتابه "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" مرجعا أساسيا في تاريخ الفكر الإصلاحي التونسي.
ولعل من أبرز ما أسس له الحدّاد في الفكر العربي المعاصر أن تغيير المجتمع وتحديثه يمكن أن نشرّع لهما من خلال قراءة نقدية جريئة للتراث تنسف التقاليد البالية وتحيي ما هو إنساني في مجتمعاتنا فنرقى إلى الكونية دون اللجوء إلى التقليد. 
غير أن الطاهر الحدّاد عاش العزلة بين أهله وفي محيطه من جرّاء ذلك. فقد قاومه علماء الزيتونة ونبذوه وتنكرت له النخبة الوطنية المحافظة فمات الحداد وهو في عزّ شبابه سنة يوم 7 ديسمبر 1935، فراح ضحيّة أفكاره الإصلاحية الجريئة والعزلة التي دمّرته.

أصبح الطاهر الحدّاد رمزا من رموز الحركة الإصلاحية التونسية يتبناه الجميع بوصفه مفكر الحداثة في الإسلام. وإلى اليوم قليلون هم من يجرؤون على تبنّي أفكاره بكل أبعادها. فلا الدولة "البورقيبية" ولا حتى الطبقة السياسية لما بعد ثورة 2011 تجرأت على تبني مبدأ المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة.
فخير ما يمكن أن نكرّم به اليوم هذا الرجل هو أن نستحضر من جديد فكره وكتاباته وبيئته لنكشف حدود المجتمع الذي آمن به وضحّى من أجله. 
فقراءة فكر الطاهر الحدّاد اليوم هي استحضار للتاريخ بالفهم والتحليل وقراءة في الحاضر بالعقل النقدي واستشراف للمستقبل بأعين المعاصرة.

وبهذه المناسبة ينظم الكريديف ندوة فكرية يوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2015 بنزل المشتل يشارك فيها عدد من الأساتذة على غرار الحبيب الكزدغلي وآمنة الرميلي وعبد الحميد الأرقش وعبد الواحد مكني.